• أحكام الأهلة وما يتعلق بها

    أولًا: لقد أسسنا لجنة لاستطلاع الأهلة في أمريكا طبقا للشريعة الإسلامية الغراء، إلا أن تطبيق ما في كتب الفقه أصبح صعبا في عصرنا هذا؛ لأن رؤية الهلال من منظور كتب الفقه لا تتحقق إلا بتحقيق النقاط السبعة الآتية: الرؤية المباشرة، الشهادة، الشهادة على الشهادة، الشهادة على القضاء، كتاب القاضي إلى القاضي، استفاضة، إكمال العدة.

    ثانيًا: إن بعض الناس يذهبون إلى أن على المسلمين في العالم كله أن يحتفلوا بعيد الأضحى بعد وقوف عرفة بيومين، هل رؤية الهلال في السعودية تكفي للمسلمين جميعا في العالم كله ولا داعي لرؤية الهلال في غير السعودية من أجل الاحتفال بالعيدين؟ مع الأخذ في الاعتبار أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى بالمسلمين العيدين في العام الثاني الهجري وفرض الحج في العام الهجري التاسع. فما رأي فضيلتكم في هذا الأمر.

    ثالثًا: ما هو أسلوب استطلاع الأهلة في مصر الأزهر؟

    أولًا: نعم الخبر بالهاتف والفاكس والإنترنت مثل الرؤية بشرط الخلو من التهمة أو التدليس ولا مانع من استخدام كافة المخترعات العصرية في إثبات الرؤية وتبليغها للمسلمين في شتى بقاع العالم.

    ثانيًا: يتحدد عيد الأضحى المبارك برؤية هلال شهر ذي الحجة ولا يجوز اختلاف المسلمين في تحديد رؤية هذا الشهر؛ لأن عيد الأضحى تابع لوقفة عرفات وعرفات موقف لجميع المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها ويوم عيد الأضحى يوم واحد وعيد واحد لجميع المسلمين، وقد ثبت من الناحية الشرعية والعلمية والفلكية أن الدول الإسلامية في كل مكان من الأرض في البلاد التي فيها ليل ونهار في اليوم الواحد تشترك جميعا في جزء كبير من الليل مع مكة المكرمة وأم القرى مع اختلاف فروق التوقيت فقط وهذا ما تعمل به دار الإفتاء المصرية منذ إنشائها؛ لذلك يجب أن يلتزم المسلمون جميعا في كل مكان من العالم به تحقيقا لقوله تعالى: ﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا﴾ [آل عمران: 103]، وقوله تعالى: ﴿وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ﴾ [الأنفال: 46]. وبناء على ما سبق فإن رؤية الهلال في السعودية كافية لثبوته في العالم الإسلامي كله ونهيب بالمسلمين جميعا أن لا يختلفوا في مثل هذه الأمور حتى تتوحد كلمتهم.

    ثالثًا: تقوم دار الإفتاء باستطلاع جميع أهلة الشهور القمرية وذلك بإرسال المندوبين بالاشتراك مع معهد الأرصاد بحلوان وقسم الفلك بكلية العلوم جامعة القاهرة إلى جهات الرصد المختلفة مع إخطار المحافظات لإرسال مندوبيها؛ لاستطلاع الأهلة ثم الاتصال بالدول الإسلامية تليفونيا وبرقيا لتحديد أوائل هذه الشهور وإبلاغ وسائل الإعلام المختلفة بالبيان الصادر.

    والله سبحانه وتعالى أعلم
    المبادئ:-
    1- الخبر بالهاتف والفاكس والإنترنت مثل الرؤية بشرط الخلو من التهمة أو التــدليس.

    2- يتحدد عيد الأضحى المبارك برؤية هلال شهر ذي الحجة.

    3- رؤية الهلال في السعودية كافية لثبوته في العالم الإسلامي كله.
     

    دار الإفتاء المصرية

    رقم الفتوى: 686 لسنة 2003م تاريخ النشر في الموقع : 15/12/2017

    المفتي: أحمد الطيب
    تواصل معنا

التعليقات

فتاوى ذات صلة